ثقافة الساموراي في التاريخ الطبيعي
يهدف الموضوع الى توضيح دور طبقة الساموراي كنظام سياسي حكم اليابان حتى عام1868 وفاعلية هذا النظام من خلال فهم وتحليل وتقييم الكفاءة التي مارست بها أدوارها عبر نظام الحكومة الذي تطلع لخدمة المجتمع، ومدى المساهمة في تحسين المستوى السياسي والثقافي والعسكري كتعبير عن كفاية الأداء الحكومي لنظام الشوجنة وكذلك تقييم دور الساموراي في اليابان كأنموذج للتحديث والمعاصرة، الذي أثبت كفاية عالية في الأخذ عن الآخر ضمن خصوصية الثقافة المحلية، عبر الأخذ بالنموذج الغربي والمحافظة على القيم الموروثة والروحية في التراث التقليدي الياباني الذي أثبت أكبر الأثر والفاعلية في الخروج عن العزلة وتحدي الغرب الأوربي.

البيئة الطبيعية والموقع الجغرافي لليابان:
تتكون اليابان من اربع جزر رئيسية أكبرها جزيرة هونشو ثم هوكايدو و شيكوكو وكيوشو، وتكون هذه الجزر مجتمعة ارخبيل (نيبون) على شكل قوس يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بطول 3800كم في المحيط الهادئ، وبذلك لا تشترك اليابان في حدودها مع دولة اخرى مما جعلها في عزلة تامة وبعيدة عن غزوات الاعداء حتى سميت ببريطانيا الشرق. وتنتشر الجبال بكثرة في اليابان وطبيعة التربة من النوع البركاني الامر الذي ادى إلى قلة أو انعدام المصادر الطبيعية فيها باستثناء مصائد الأسماك، وبذلك كانت عزلة اليابان من العوامل التي ساعدت في نشوء الروح الوطنية والقومية والاستعلاء ضد الآخر.
الساموراي لغة واصطلاحاً:
تعني لفظة الساموراي في الإطار الأعم والأغلب في اللغة اليابانية (الذي يضع نفسه في الخدمة) والذي يمكن أن نرجع جذره الى اللغة الصينية والتي تعني فعل ينتظر (ساموراي) أو الذي يرافق شخصاً ما من الطبقات العليا، والذي يرافق كلمة (سابورو)، ولقد وردت كلمة (ساموراي) لاول مرة في مجموعة أشعار امبراطورية تدعى (كوكين واكاشو) (905- 914م)، أما الكلمة التي تعني المحاربين في اليابان القديمة فهي تسمية (البوشي) التي ظهرت اثناء فترة حكم (هييان 748- 1185م) والتي تعني مجموعة المحاربين النظاميين من الطبقة الارستقراطية.
الطبقات الاجتماعية في اليابان الاقطاعية
1)    الامبراطور (الميكادو): يملك ولا يحكم ومهامه صورية.
2)    الشوجن: القائد الأعلى للساموراي والحاكم الفعلي لليابان.
3)    الدايميو: كبار ملاك الأراضي من اقطاعيي الساموراي.
4)    حملة السيوف الساموراي على اختلاف مراتبهم.
5)    التجار.
6)    طبقة المنبوذين والفقراء.

القوانين الاخلاقية للساموراي (البوشيدو):
تعني لفظة البوشيدو (طرائق الفارس المحارب)، وهي النهج الاخلاقي الذي ينبغي على الساموراي أن يتخذه أسلوباً في حياته العملية والمهنية، وفي السابق كان القانون العسكري الياباني (بوكي- هاتو) هو السائد في القرن السابع عشر، وبعد أن تأثر الساموراي بالثقافة الصينية (الكونفوشيوسية) أصبحت لديهم مجموعة من الانظمة الفكرية والعقائدية تتسم بالإيمان العميق أصطلح عليها (بالبوشيدو) والذي ينص على المبادئ التالية: (الاستقامة والعدل، الدين، الشجاعة، الرحمة والعطف، الرقة والادب، الصدق والاخلاص، الولاء، ضبط النفس، الانتحار الشعائري والتضحية، إعداد المرأة).
سلاح الساموراي:
يشكل طبقة الساموراي العمود الفقري للقوة العسكرية اليابانية ويتسلح الساموراي بسيفيه الشهيرين السيف الطويل (الدايتو) والسيف القصير (التانتو)، وسيف الساموراي يمثل الأنا العليا لروح محارب الساموراي وهو كأحد أعضاء جسمه لا ينفصل عنه، فإذا فقده في المعركة أو كُسر فإن ذلك يعني العار الذي يستوجب الموت، وهو كائن حي وليس قطعة من الفولاذ يهب حامله الحكمة والنصر ولا يفارقه في حله ولا ترحاله، وكانت تنزل اشد العقوبات لمن يحمله دون وجه استحقاق أو من يمر فوقه وهو ملقً على الارض دون ان ينحني له ويوقره، ويُصنع عالباً من الفولاذ المطروق لألف مرة والمُحمى بنار الصانع الماهر. من خلال ما تقدم نستطيع القول بأن ثقافة الساموراي كان لها التأثير الكبير سياسياً وثقافياً وعسكرياً في اليابان.

    ومن خلال ذلك يمكن أن نميز مجموعة  من السمات الرئيسية لطبقة الساموراي:
•    ان الساموراي يخدم سيداً واحد طيلة حياته وعند موته يصبح (رونين) أي لا سيد له.
•    يخضع الساموراي للطبقية والتراتبية فهناك ساموراي أعلى ووسط ودون ويخدمون في أماكن مختلفة في المدن والأرياف والقلاع البحرية.
•    يتقاضى الساموراي أجوراً مادية أو معنوية حسب مكانة الدايميو الذي يخدمونه.
•    تكون رتب الساموراي ومكانتهم الاجتماعية متميزة حسب درجات وفئات البلاط الشوجني الذي يخدمون فيه، ويكون أثر ذلك واضح في ملابسهم على شكل رتب وعلامات مميزة.
•    ليس للساموراي الحق بالاعتراض على الأوامر الصادرة إليه من الجهات العليا من الشوجن مثلاً أو القائد الإقطاعي من الدايميو إلا أنه يملك حق الاحتجاج وغالباً ما يكون بقطع أصبع اليد الأصغر أو القيام بالسيبيكو (الهاركيري) الانتحار الطقسي الشائع بين الساموراي بأن يطعن خاصرته اليسرى بسيفه القصير الدايتو ويشقها باتجاه اليسار أمام الشوجن في طقس عسكري مهيب لدى الساموراي.
م.م عباس كاظم عباس

Comments are disabled.