الاثار السلبية لتكنولوجيا الاتصال الحديثة
اساليب التجسس عبر تقنيات الاتصال الحديثة 

ظل سلسلة النشاطات المستمرة لوحدة التعليم المستمر في مركزنا وبحضور السيد مدير المركز الاستاذ المساعد الدكتور عامر متعب حسين  القى المدرس المساعد عباس كاظم حلقة نقاشية (الاثار السلبية لتكنولوجيا الاتصال الحديثة اساليب التجسس عبر تقنيات الاتصال الحديثة ) حيث تطرق خلالها عن عمليات التجسس الحديثة في وقتنا المعاصر التي تعد الأعمال الاستخباراتية الان تسير كلها بالشكل التقليدى القديم، من استخدام جواسيس وتلقى التقارير بالحبر السرى، أو أن يسير العميل مُرتدياً المعطف الغامق الطويل وراء شخص ليراقبه، أو يجلس على أريكة فى حديقة ويتجسس من خلف جريدة مثقوبة، ولا ان يحمل كاميرا تصوير صغيرة الحجم، يلتقط بها صور البنايات والمُعدات العسكرية،  الأمر الآن تعدى أنماط هذه الأعمال منذ ان بدأت شبكة الإنترنت تنتشر، ودخلت أجهزة الكومبيوتر مُعظم بيوت العالم، ودخلت تكنولوجيا الرقائق الالكترونية الى عالمنا، فانتقلت معها مُعظم أعمال التجسس من الأرض، لتخترق عقول ونبض الشعوب والأنظمة السياسية لحظة بلحظة، عبر الأثير والأقمار الاصطناعية، تراقب أنفاس البشر وخلجاتهم على مدار الساعة، الأمر الذى باتت معه حماية الاسرار والحُريات والمعلومات الشخصية للمواطنين امرا مُستحيلا، خاصة مع تنافس وتواطؤ كل من شركات تصميم برمجيات الكومبيوتر لدخول عالم الجاسوسية ورصد المعلومات، كل على طريقته، والجديد فى اوروبا والذى رصدته الوفد من ارض الواقع هو دخول شركات الكهرباء فى عمليات التجسس، خاصة على المُهاجرين من المُسلمين، وحتى نكون مُنصفين فإن حدوث التواطؤ يتأرجح بين الخطط المُسبقة للتجسس ورصد المعلومات، وبين عدم  التعمُد من طرف هذه الشركات، لكن واقع النتيجة النهائية هى ارتكاب أعمال غير مشروعة تمثل خرقاً لقوانين حماية المعلومات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بشريحة بعينها من المُجتمعات الأوروبية واعنى بهم المُسلمين .
فحينما أعلن عدد من شركات توريد الطاقة الكهربائية فى أوروبا عن سياسة تقشف اقتصادية، طلبت من شركات تكنولوجيا المعلومات تصميم برامج يتم دمجها فى عدادات الكهرباء، بحيث تتم قراءة مُعدلات استهلاك المواطنين عن بُعد، وكان الهدف المُعلن هو تقليص أعداد الموظفين مُحصلي الفواتير، لكن هذا المشروع كان بمثابة المكسب الهائل الجديد لأجهزة الاستخبارات، تمكنت من خلاله بالحصول على المعلومات التى تسجلها برامج عدادات الإنارة، والاحتفاظ بها وتحليلها. وعددت الشركة ميزات منها ان سعر استهلاك الطاقة كهربائية سيكون اقل، وخدمة قراءة قيمة الاستهلاك ستتم عن بُعد، دون ازعاج الموظف بالقراءة، مما  يحول دون دخول شخص غريب للمنزل، وفى هذا «حماية للحُرية الشخصية وعدم ضرورة التواجد بالمنزل لقراءة العداد الكهرباء»، ففي الدراسة التي عدها الهولندى «بوب فلاسكامب»، وهو باحث قوانين حماية الحُرية الشخصية، وكان بها الاجابة على تساؤلاتى، حيث كشفت بالادلة احدث  أساليب التجسس الأوروبى على المُسلمين عبر عدادات الكهرباء، اسوة بتجسسها عبر الانترنت
اختراق اخر للمعلومات الشخصية
وإذا كانت عدادات الكهرباء ، واصابع اليو اس بى ، ورصد شبكات الانترنت للمسلمين فى اوروبا من قبل اجهزة الاستخبارات ، تعد طرقًا سرية للتجسس ورصد المعلومات ، فإن اوروبا ايضا ليست بريئة من اختراق المعلومات الشخصية للمسلمين ، وذلك عبر أجهزة المسح الضوئى للجسم فى كافة المطارات الأوروبية ، وهى الاجهزة التى شهدت جدالا قانونيا ومن قبل منظمات حقوق الانسان اكثر من 4 أعوام حتى اقرته اللجنة الأوروبية بجميع المطارات فى اول ديسمبر الماضى، بعد أن كان يستخدم على مستوى البلاد بشكل مُنفرد ، وهو جهاز تستخدم فيه الاشعة تحت الحمراء التى تخترق الملابس والاجساد ، لتظهر الانسان عاريا ، ويجبر المسافر على المرور عبر كابينة خاصة تضم جهاز المسح الضوئى، وأن يقوم برفع الذراعين ، وفتح الساقين حتى يتم تصويره ضوئيا ، و يقوم هذه الجهاز Bodyscanner بتعرية الجسم بالكامل ، بما يمكن موظف أمن المطار من مشاهدة كافة تفاصيل الجسد.

وهو نظام يثير رفض وغضب المسلمين ، خاصة السيدات اللاتى يرين فى هذا النظام كشفًا لعوراتهن ، كما يؤكد الباحثون أن الاشعاعات المنبعثة منها تصيب الانسان بمرض السرطان على المدى الطويل، ليس ذلك فحسب بل إن قاعدة البيانات تحتفظ بالصور، ولا توجد ضمانات لمعرفة الى أى جهة ستذهب ، ومن الذى سيستخدمها وفى  أى غرض.
وأمام هذه الوسائل الحديثة للتجسس ورصد المعلومات، اصبحت حرية الانسان  ومعلوماته الشخصية بعيدة عن كل ضمانات الحماية، وهو الامر الذى يتطلب سن مواد قانونية لحماية الانسان عامة والمسلمين خاصة فى اوروبا  من التجسس واختراق حياتهم الشخصية ، وتحويلهم الى مجرد ملفات ديجتال خاضعة للرقابة لدى اجهزة الاستخبارات.

Comments are disabled.