التنوع الجيولوجي واهميته الاثارية  قرب موقع تل النسر في الصحراء الغربية العراقية

تقيم وحده التعليم المستمر في مركزنا سلسله من النشاطات العلميه والحلقات النقاشيه وبحضور الاستاذ المساعد الدكتور عامر متعب حسين مدير المركز وتدريسي المركز
 ومن ضمن هذه الحلقات القى الاستاذ المساعد الدكتور عقيل عباس احمد التدريسي في قسم النبات والبيئه حلقه بعنوان (التنوع الجيولوجي واهميته الاثاريه قرب موقع تل النسر في الصحراء الغربيه العراقيه)
لايمكن فهم التراث الثقافي لموقع اثري معين بشكل واسع وتفصيلي , بدون دراسة وتحليل الموارد الطبيعية :التنوع الجيولوجي (ويضم التضاريس , وأنواع الصخور ، والتربة , والموارد المائية ، وغيرها …) .والتنوع البيولوجي (ويضم أنواع النباتات والحيوانات)
فالإنسان القديم يختار المكان الذي يوفر له الموارد الأساسية للحياة اليومية مثل :الماء ، والطعام ، والوقود ، ومواد البناء ، ومواد اخرى … ، وكذلك يوفر له الملاذ الآمن الذي يحميه من القوى الطبيعية القاهرة , ومن  هجمات الأعداء المحتملة
. يقع تل النسر الى الشمال من مدينة الرطبة ب 35 كم ، ويمثل المرتفع الطوبوغرافي الوحيد في المنطقة. وتعد منطقة الصحراء الغربية العراقية مهمة اثرياً لأنها :
1- حلقة وصل مهمة للقوافل البرية الصاعدة إلى نهر الفرات , والنازلة إلى الجزيرة .
2- تحتوي على مناطق استيطان للإنسان القديم لفترات زمنية متعاقبة .
3- تفتقر إلى  المسوحات الاثرية التفصيلية
طوبوغرافية المنطقة : يبلغ منسوب قمة تل النسر 690م عن مستوى سطح البحر , أما منسوب المناطق المجاورة لهذا التل فيبلغ 660م عن مستوى سطح البحر. ويقع هذا التل فوق هضبة الملصي المكونة من صخور كلسية و دولومايت
نظام الفواصل : أكدت المسوحات الميدانية , وجود ثلاث مجاميع من الكسور على الهضبة الرملية الصلبة المكونة لتل النسر , والمجموعة الأولى موازية للمستوى الأفقي , والمجموعتان الثانية والثالثة متعامدتان مع بعضهما .  
التجوية : أدت عمليات التجوية الى تجزئة وتفتيت الصخور , وانقسام كتل مختلفة الأحجام , من طبقات الصخور الرملية التي كانت تمثل امتداد أفقي لعشرات الكيلو مترات لهذه الطبقات , ثم تفتيتها ونقلها بتأثير عوامل التجوية .
  انواع التربة
تشتق تربة المناطق المجاورة لتل النسر من :
طبقات صخور رملية (تكوين الرطبة الرملي)== تربة رملية.
 طبقات صخور جيرية، مارل، طينية (ملصي)== تربة طينية من طبقات صخور رملية وجيرية (خليط) == تربة مزيجية.
الموارد المائية : تلعب المياه الجوفية دوراً مهماً في حياة الإنسان ، في الماضي والحاضر ، لاسيما في المناطق البعيدة عن مصادر المياه السطحية. واهم الخزانات المائية القريبة من موقع تل النسر هو تكوين الملصي ، الذي يضم طبقات صخور دولوماتية ، ودولوماتية كلسية ، وكلسية ، والمارل ، والطين .
التنوع النباتي : يتراوح مجموع الأنواع النباتية في الصحراء العراقية بين 250 – 300 نوع .
نباتات حولية تنمو بعد سقوط الامطار ، واهمها الحنطة البرية التي تكثر على سفوح المنحدرات ، وكذلك ينمو الكمأ في الترب الرملية والغرينية .
 كما تنتشر الشجيرات المعمرة مثل : الرمث ، والشيح ، والنيتول ، والزعتر .
 
كل ما تركه الإنسان من بصمات في البيئة التي احتضنته عشرات أو مئات السنين ، واهم عناصر التراث الثقافي أو الاثاري في موقع تل النسر هي :
 النقوش والكتابات على الصخور .
 وأسس الأبنية  .
 وصخور البازلت والصوان .
حماية الموقع
توصي هذه الدراسة بإعلان الحماية الوطنية للموقع ومحاولة إدراجه على قائمة التراث العالمي : ” الأعمال المشتركة بين الطبيعة والإنسان ” التي تعبر عن تطور المجتمع الإنساني والتوطن البشري عبر الزمان تحت تأثير القيود التي تفرضها البيئة الطبيعية والقوى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، الخارجية والداخلية (مركز التراث العالمي ، 2008) .
الاستنتاجات
1. إن الموقع الجغرافي لموقع تل النسر الاثاري بين موقع عرآل قرب محطة ضخ (H3) الذي يعد احد المواقع الصفائية ، والنقوش الصورية قرب قصر محيوير في وادي حوران ، وتلول العفايف التي تم العثور فيها على بعض الأدوات الحجرية ، وبيار الراح في الكعرة التي كانت مستوطنة بشرية قديمة ، والشريط البازلتي الممتد من سوريا- الأردن- العربية السعودية ؛ يكسبه أهمية خاصة للقوافل التي كانت تسلك طرق هذه المنطقة ، صعوداً الى نهر الفرات ، ونزولاً الى الجزيرة العربية .
2. إن وجود تل يزيد ارتفاعه بعشرين متراً , عن المناطق المجاورة , يؤهله السيطرة على السهول و الوديان المحيطة به ورصد حركة جميع أنواع القوافل , وربما كان موقعاً دفاعياً حصيناً  أو موقعاً للمراقبة أو مسكناً لقادة محليون .
3- إن وجود قشرة الطلاء الصحراوي، غامق اللون، الذي يغطي السطوح المستوية لكتل الصخور الرملية البيضاء قد حفز الإنسان القديم للنقش والكتابة على هذه الصخور.
 4- لقد ساعد وجود طبقات الصخور الجيرية القريبة من الموقع ، جيدة التطبق ، المعرضة إلى مجموعتين من الفواصل ؛ إلى فصل هذه الصخور عن طبقاتها واستعمالها كصخور
5- ان وجود خزانات الملصي المائية على عمق (10-15) متر ؛ قد شجع سكان المنطقة في الماضي والحاضر على حفر الآبار اليدوية لتوفير المياه التي تلبي احتياجاتهم اليومية .
6- إن وجود أسس أبنية صغيرة على شكل دائري تدعى حوط ، و الرجاجيل ربما كانت نقاط إنذار أو مواقع دفاعية عن التل .
7-  إن وفرة الموارد الطبيعية النباتية و تنوعها  ، والتي تعد الحلقة الأساسية في السلسلة الغذائية ، قد ساعد على توفير الغذاء للإنسان القديم ولحيواناته الداجنة وكذلك للحيوانات البرية .
8- إن وفرة الموارد الطبيعية الحيوانية البرية مثل : الماعز الجبلي , والأيل , و الغزال , و الأرنب , و طيور الصيد مثل : القبج و الحجل , و الحباري , و القطا فضلاً عن الحيوانات المدجنة مثل : البقر و الجمل و الحصان و الحمار , ساعد على توفير مصادر الطعام , و وسائل النقل , و الاحتياجات اليومية من ملبس , و مسكن و غير ذلك .  

التوصيات
1.    إجراء المسوحات الأثرية التفصيلية , لان المنطقة تفتقر إلى هذه المسوحات .
2.    إعلان الحماية الوطنية للموقع .
3.    تشجيع السياحة البيئية وتدويراباحها لحماية وصيانة الموقع
4.     المطالبة بإدراجه على قائمة التراث العالمي ضمن المناطق الطبيعية الثقافية التي تمثل الأعمال المشتركة بين الطبيعة والإنسان.

<div id=”ext_searchPromptBtn” textsel=” ” style=”top: 3000px; left: 182px; z-index: auto;”>

Comments are disabled.