الندوة العلمية الطارئة (حماية طائر الفلامنكو في اهوارنا واهميته في التنمية البيئية المستدامة )

 برعاية الاستاذ الدكتور علاء عبد الحسين عبد الرسول المحترم وبحضور السيد مدير مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي الاستاذ المساعد الدكتور عامر متعب حسين والاستاذ المساعد الدكتور عقيل عباس احمد رئيس اللجنة التحضيرية التدريسي في مركزنا وبحضور العديد من الوزارات والجهات الرسمية ذات الاختصاص والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وتحت شعار (معا لمنع الصيد الجائر لطائر الفلامنكو ) اقامت وحدة التعليم المستمر في مركزنا ندوة علمية طارئة بعنوان (حماية طائر الفلامنكو في اهوارنا واهميته في التنمية البيئية المستدامة )
لقد مضت عدة شهور على إدراج أهوار العراق وآثاره على لائحة التراث العالمي…وللأسف نقول أن الأجراءات والخطوات التي اتخذت من قبل الجهات المعنية للنهوض بهذا الملف لازالت متواضعة وخجولة ولم ترتقي الى مستوى الجهود التي بذلها العراق للإنضمام الى تلك اللائحة… فالوركاء كما هي…والسياحة في الأهوار تسير نحو الأسوأ..والصيد الجائر على أشده
 أسباب متنوعة وعوامل عديدة تقف وراء ما يعرقل النهوض بالبيئة العراقية .أسباب تلقي بضلالها الكثيفة على هذا الملف منها الوضع الأمني الذي يمر به  العراق وانشغاله  بتحرير أراضيه ومستوى الثقافة والوعي لسكان الأهوار .. وقد تكون خشية البعض من أن ينعكس إزدهار السياحة في الأهوار انعكاسا سلبيا على السياحة لديهم……كل هذه العوامل وغيرها تقف وراء حالة  التلكوء بالنهوض بالبيئة
إن مشكلة الصيد الجائر  إن كانت  على الأسماك أو على الطيور هي مشكلة قديمة وليست وليدة اليوم …ولكن تركيز و تسليط الأضواء عليها بهذا الشكل من قبل وسائل التواصل الأجتماعي والأعلامي  هو الذي أبرز أهميتها وجعلها تحتل الصدارة الأعلامية …فقد سلطت مؤخرا إحدى وسائل الإعلام الأجنبية  الأضواء على عملية صيد جائر لطائر الفلامنكو في أهوار العراق  فجعلت منها مثار للتشكيك…..الغريب في الأمر أن سلسلة تفجيرات ضربت بغداد بنفس الوقت لم تتطرق لها لا هذه الفضائية ولا تلك … قد يعترض البعض على تسييسنا للبيئة ويعتبرنا نبالغ  إذا تحدثنا  عن حرب المناخ أو حرب البيئة لكننا لا نريد أن ننكر ظواهر ومؤشرات موجودة تتأكد يوما بعد يوم … لا نريد أن تكون البيئة قناة ووسيلة للإضرار بالعراق……. أنا هنا لا أريد أن أقلل من شأن الصيد الجائر للطيور او الأسماك أو غيرها…لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا أن هذه الطيور تزور أهوارنا منذ القدم والصيد هو هو فلماذا هذا التضخيم الإعلامي الآن وخاصة بعد انضمام أهوار العراق على لائحة التراث العالمي… لقد  بدأنا نرصد في السنوات الأخيرة ظواهر بيئية غريبة من الضروري التوقف عندها وعدم المرور بها مرورا عابرا…ظواهر تخص مكونات البيئة المختلفة من نباتات الى أسماك الى طيور وغيرها … مثل أفعى سيد دخيل وسمكة البلطي وعنكبوت الأرملة السوداء وصراصر الحقل وآخرها زهرة النيل …هل أصبحت البيئة هدفا لأعداء العراق
.إن مهنة الصيد ليست مهنة محرمة فالشرع والقانون يسمح بها  وهي وسيلة للعيش منذ القدم  خاصة للناس الفقراء الذين امتهنوا هذه المهنة في ظل ظروف البطالة المستشرية في البلد…ولكن العشوائية في الصيد  هو الممنوع والغلو في استخدام طرق صيد غير عقلانية تضر بالبيئة  هي الطرق المحرمة وغير الجائزة وغير المقبولة .. علما انه توجد مصادر أخرى بديلة للصيادين تؤمن لهم مصدر رزق مع عدم الإضرار بالبيئة…
 علاوة على ذلك فإن هذه الممارسات تضر بسمعة العراق كبلد متحضر وتضر بالتزاماته الدولية خاصة مع أجمل  المكونات البيئية  مثل طائر الفلامنكو والذي يكون أقرب الى الجمالية منه الى الأستهلاك البشري الغذائي… إن الإضرار بالبيئة بهذا الشكل الجائر سيدفع زوارها من طيور واسماك وغيرها الى تغيير مسارهم والبحث عن بيئة آمنة  بديلة أخرى مثلما حصل عند تجفيف الأهوار والذي دفع بمعظم الطيور المهاجرة الى تحويل مسارها والبحث عن مستقر آخر لها على سواحل دولة الكويت… إن هذه الممارسات الخاطئة ستدفع بتلك الطيور الى العزوف عن النزول و الإستقرار والتوطن  بأهوار العراق  والإكتفاء بالمرور فقط  وبالتالي تغيير شكل البيئة العراقية نحو الأسوأ والإخلال بالتوازن البيئي بين المكونات الحية .
 إن التراخي في تطبيق قوانين منع  الصيد الجائر  سيؤدي حتما الى ظاهرة إنقراض مكونات البيئة العراقية ..علاوة على سحب التفويض من العراق بسبب إخلاله بإلتزاماته الدولية حيث ان العراق موقع على اتفاقية سايتس لعام 2009 الخاصة بالحفاظ على الانواع المهددة بالانقراض.
إن المسؤولية كبيرة و تقع على عاتق الجميع وأولها على المواطن من سكان الأهوار…ثم يأتي دور الحكومة المركزية والحكومات المحلية ووسائل الإعلام والثقافة والمنابر الدينية وحتى العشائر…في تفعيل القانون والتوعية…وتفعيل تطبيق القوانين الخاصة بالحفاظ على التنوع البيئي
إن مايقوم به مركزنا كأحد المؤسسات المسؤولة عن حفظ الهوية البيئية  في العراق من نشاطات لتسليط الضوء على هذه الظاهرة البيئية السلبية و المؤسفة وكرد على كل العابثين بالثروات الوطنبة البيئية من مستغلي مثل هذه الظواهر السلبية إعلاميا …نأمل  أن يصل صوتنا وصوتكم في ارسال رسالة الى المعنيين بإحترام  وإكرام ضيوفنا من الطيور المهاجرة..اسوة بالشعوب المتحضرة

Comments are disabled.