حثت اتفاقية باريس للمناخ الدول الموقعة عليها بالعمل على خفض معدلات الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري؛ حتى يمكن خفض درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بمقدار ١.٥ درجة مئوية. تنص الاتفاقية التي أُبرمت في عام ٢٠١٥، على هامش القمة الحادية والعشرين للمناخ، في العاصمة الفرنسية (باريس) على التزام جميع الدول، البالغ إجمالي أعدادها ١٩٥ دولة، بمحاربة الأسباب المؤدية لتغيُّر المناخ.
ووفق دراسة حديثة أعدها باحثون من جامعة “ديوك” الأمريكية، ونُشرت في دورية “نيتشر كلايمت تشينج” فإنه يمكن إنقاذ حياة قرابة ١٥٣ مليون إنسان قد يتعرضون لخطر الوفاة المبكرة خلال هذا القرن، في حال سرَّعت الحكومات من إجراءاتها لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يعني تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة. وُتعَد الدراسة هي الأولى من نوعها التي تقدِّر أعداد البشر الذين يمكن إنقاذهم من خطر الوفاة المبكرة بسبب تلوث الهواء بغازات الدفيئة.
أُجريت الدراسة على ١٥٤ مدينةً في عدد من الدول التي وقعت على اتفاقية باريس للمناخ، ووافقت على اتخاذ إجراءات لتقليل انبعاثات الكربون بغرض تقليل الارتفاع العالمي في درجة الحرارة بمقدار ١.٥ درجة مئوية.
وتشمل غازات الدفيئة – أو كما يُطلق عليها غازات الصوبة الخضراء- غازات ثاني أكسيد الكربون، والميثان، والأوزون، والكلوروفلوركربون. وتعمل هذه المجموعة من الغازات على امتصاص الأشعة التي تفقدها الأرض (الأشعة تحت الحمراء)، ما يقلِّل من قدرة الأرض على فقد الحرارة في الفضاء، وهو ما يساعد على تسخين الغلاف الجوي للأرض.
لفهم معنى الصوبة الخضراء أو الدفيئة و تأثير البيت الزجاجي أو الإحتباس الحراري ينتج عن ارتفاع درجة الحرارة في البيئة ونتيجتها تغيير في تدفق الطاقة الحرارية من البيئة وإليها. وعادة ما يطلق هذا الاسم على مظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي.
وقد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض ب 0.74 ± 0.18°س خلال المئة عام الماضيه. وحسب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية فإن أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات الاحتباس الحراري (غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر.
يعد الإشعاع الشمسي المصدر الرئيسي للطاقة على سطح الأرض، إذ ينطلق من الشمس باتجاه الأرض فينفذ من خلال غازات الغلاف الجوي على شكل أشعة مرئية قصيرة الموجات وأشعة حرارية طويلة الموجات(تحت الحمراء) وبعض الأشعة فوق البنفسجية التي لا يمكن امتصاصها بواسطة الأوزون فيمتص سطح الأرض الأشعة الواصلة إليه فيسخن عندها ويبث حرارته نحو الغلاف الجوي على شكل أشعة حرارية طويلة الموجات (تحت الحمراء) فيمتصها هواء الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض فيحتبس الحرارة ولا يسمح لها بالنفاذ أو الإفلات إلى أعلى ويعيد بثها نحو الأرض مما يؤدي إلى زيادة درجة حرارة سطح الأرض.
إن أهم أسباب تغير المناخ هي :
اولا طبيعية:
1. التغيرات التي تحدث لمدار الأرض حول الشمس و ما ينتج عنها من تغير في كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض. و هذا عامل مهم جداً في التغيرات المناخية و يحدث عبر التاريخ. و هذا يقود إلى أن أي تغيير في الإشعاع سيؤثر على المناخ.
2. الانفجارات البركانية.
3. التغير في مكونات الغلاف الجوي.
ثانيا: غير طبيعية
ناتجة من النشاطات البشرية المختلفة مثل:
1. قطع الأعشاب و إزالة الغابات.
2. استعمال الإنسان للطاقة.
3. استعمال الإنسان للوقود سواء كان نفط، فحم أو غاز و هذا يؤدي إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو و بالتالي زيادة درجة حرارة الجو.
اعداد المدرس محمد عناد غزوان
قسم الاسماك

Comments are disabled.