يُعَرَّف التاريخ الطبيعي بأنه: مجال استقصاء الكائنات الحية كلها كالحيوانات والفطريات والنباتات، ضمن بيئتها الطبيعية، ويميل طريق الاستقصاء للرصد أكثر من التجارب. ويُطلق على الذي يدرس التاريخ الطبيعي اسم مؤرخ طبيعي أو عالم تاريخ طبيعي.
وتُعرف المراكز البحثية بأنها مؤسسات علمية تهدف الى ربط المؤسسات التعليمية والتربوية بالمجتمعات داخل البلد وخارجه من خلال تقديمها الخدمات الاستشارية وتبني البحوث التي تساهم في التطور وربط أواصر المجتمع وتبادل الخبرات والتعاون بين الهيئات العلمية المحلية والعالمية وقيامها بنشر البحوث العلمية وتوثيقها فضلاً عن ذلك قيامها بمهمة تشخيص وتصنيف النماذج المختلفة محققة بذلك أهداف البحوث العلمية ونشر نتائجها لغرض الاخذ بها خدمة للمجتمع عن طريق الندوات والمؤتمرات العلمية. كذلك تكون مصادر أساس لدى الباحثين بمختلف مشاربهم ومستوياتهم العلمية. وتُعَدُ هذه المراكز المحفز الاساس في تطور المجتمع واستشرافها الآفاق المستقبلية لتطور المجتمع الإنساني انطلاقًا من عدّها مؤشرًا للمنجزات الحضارية والثقافية، وعنوانًا للتقدم السريع وأحد مؤشِّراته في التنمية ورسم السياسات الصحيحة.
اهتمت دول العالم بإنشاء متاحف للتاريخ الطبيعي في العصر الحديث كونها تتعلق بدراسة المتعضيات والكائنات الحية كلها بما فيها النباتات والحيوانات في بيئاتها باستعمال طرق الملاحظة، وبالرغم من التباين في ما بين تلك الدول من حيث البعد الجغرافي مثلاً متحف التاريخ الطبيعي في لندن وواشنطن ومتحف الدار المعمورة (موزه دار آباد ) وهو أحد ابرز المناطق السياحية الفريدة لوقوعه على قمة جبل شمال مدينة طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ومتحف التاريخ الطبيعي العراقي إلا إن وسائل وطرق العرض للنماذج المعروضة تكون متماثلة الى حدٍ ما. ويشمل التاريخ الطبيعي البحث العلمي ولا يقتصر عليه. ويشكل مظلة تغطي فروع عدة واختصاصات علمية ذات علاقة بالكائنات الحية. معظم التعريفات تجعل التاريخ الطبيعي متداخلا بالعلوم الاخرى كعلم النبات وعلم الحيوان وعلوم الارض الاحيائية والجغرافيا الحيوية فضلاً عن ذلك علم المستحاثات وعلم البيئة والكيمياء الحيوية. يدرس التاريخ الطبيعي بشكل أساس النباتات والحيوانات ضمن بيئتهم مهتما بمستويات التعضي وأشكاله من الكائن الحي الفرد إلى النظام البيئي اشمله ويحاول التمييز بين الأنواع وتأريخ الحياة وتطورها فضلاً عن ذلك لتوافر النوع والعلاقات المتبادلة بين الأنواع.
أُسِسَ مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي العراقي في الثاني من شهر مايس لعام 1946م في منطقة العواضية الوزيرية ببيت صغير تطور على امتداد العقود الماضية. يقع حالياً في منطقة باب المعظم بمجمع الكليات، يُعَدُ بلا مراء أحد المعالم الحضارية في العراق ومنبر لطلبة العلم في المراحل الدراسية كلها يؤُم المتحف يومياً العشرات من طلبة الكليات والمدارس باختلاف مشاربهم ومراحلهم الدراسية فضلاً عن ذلك من طلبة الدراسات العليا في الجامعات العراقية وتشخيص النماذج الخاصة بهم كون المتحف يعد المرجع العراقي الرئيس في تشخيص النماذج التي تتعلق بتاريخها الطبيعي واستقبال الباحثين من مختلف الوزارات العراقية. كذلك لما يمتلكه المتحف من قاعة لعرض النماذج المحلية والعالمية وتُعَدُ هذه القاعة الاكبر والأقدم على مستوى العراق من مبنى متميز من الناحية الهندسية والجمالية. تحوي القاعة مجموعة من النماذج المختلفة يعود عمر بعض منها الى قرن فضلاً عن جمع النماذج عن طريق السفرات الحقلية على مدار السنين والأيام التي يقوم بها باحثو المركز العلميين المتخصصين لمختلف مناطق العراق الداعم الرئيس والشريان الابهر في رفد قاعة المعروضات بالنماذج، فالكثير منها هي نتاج تلك السفرات الحقلية. تعرض هذه النماذج في قاعة المعروضات خدمة لمختلف الشرائح والمستويات العلمية التي ترتاد هذا الصرح القيم.

ا.م محمود حسين
قسم الفقريات

Comments are disabled.