يعد التصحر من الظواهر البيئية الخطيرة التي تهدد حياة المجتمعات الانسانية التي تتبنى الموارد الطبيعية حيث تتحول الاراضي الزراعية الخصبة الى جرداء قاحلة مما يترتب على ذلك تداعيات سلبية عديدة تمس حياة الانسان واقتصاد البلاد, وهذا ما نص عليه مفهوم التصحرفي اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحرسنة 1993هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان طبقة التربة السطحية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. حيث تُفقد الإنتاجية البيولوجية نتيجة للعمليات الطبيعية أو بفعل الأنشطة البشرية.

إن اهم الاسباب الشائعة للتصحر تقع في قسمين :

اولا : العوامل الطبيعية و تشمل نسجة التربة وانخفاض خصوبتها وتملحها وتعريتها والتوزيع غير المعتدل للامطار والجفاف.

ثانيا: العوامل البشرية وتشمل ضغط المجتمع والفعاليات الثقافية غير المستقرة مثل ازالة الاشجار ,الرعي الجائر ,الحرائق ,الاستخدام غير السليم للكيمياويات الزراعية ,الحفر والتعدين ,استنزاف مغذيات التربة بدون اضافة اي تغذية لها، ضعف الامن ,الفقر ,الهجرة وغيرها.

وهذا ما انعكس على زيادة نسبة التصحر في العراق اذ بلغت 70% قياسا على بعض الدول وتكاد تكون نسبة ضئيلة جدا اذ بلغت في تركيا 13% ولبنان 7% وسوريا 17%.

اما اهم الاسباب التي ادت الى نشوء ظاهرة التصحر في العراق فهي كالتالي :

• ان90% من مساحة العراق تقع ضمن منطقة المناخ الجاف وشبه الجاف حيث يقع المناخ الصحراوي الحار والجاف في حدود منطقة السهل الرسوبي والهضبة الصحراوية الغربية ويمثل هذا المناخ حوالي 70 % من مساحة العراق الكلية.

• ارتفاع درجات الحرارة في الصيف التي تصل احيانا الى أكثر من 50 درجة مئوية.

• انخفاض نسبة تساقط الامطار، وتفاوت كمياتها بين 5 – 15 سم، متأثرة بنسبة التبخر العالية اذ تقل في اغلب مناطق العراق، ولا يتجاوز معدل الامطار في الجنوب 40 يوما وفي الشمال 70 يوما مع قلة الرطوبة التي تعد مهمة جدا في الدورة البيولوجية للتربة ونمو الاعشاب.

• الرياح السائدة في العراق هي الرياح الشمالية الغربية الجافة والحارة وتعمل على نشر الغبار المحلي، وصيف حار جاف وطويل. وهذا العامل له دور مهم في حدوث التصحر في العراق.

ان تراجع الغابات التي تغطي 1.8 % من المساحة الكلية، وطبقا لمنظمة الفاوFAO) ) فإنها تحتل 789.000 هكتار وزراعة الغابات 10.000 هكتار. وهي تغطي المناطق الجبلية في الشمال والشمال الشرقي (كردستان) وكانت تغطي 1.851 مليون هكتار عام 1970 لكنها تراجعت إلى 1.5 مليون هكتار عام 1978، وتراجعت النسبة إلى 1.1% وتبلغ المساحة المزالة سنويا 12 كم² والمعدل السنوي للإزالة 0.2% في الفترة 1990-2005.

اما اهم النتائج التي ترتبت على التصحر في العراق فهي كالتالي :

• تدهور القيمة الرعوية للمراعي التي تشكل 70-75% من مساحة البلد بسبب الضغط الرعوي، وعدم تنظيم توزيع المياه الذي يؤدي إلى تركز الماشية في الأراضي التي تتوافر على الماء مع ما تتركه من تأثيرات سلبية على الغطاء النباتي

• ان التصحر أحد العوامل الرئيسية التي تعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويزيد من المشاكل الاقتصادية التي تعمل على تفاقم التدهور البيئي وهكذا نواجه حلقة مفرغة في الحفاظ على البيئة، إذ ان حالة البيئة لا يمكن فصلها عن حالة الاقتصاد.

• تزايد هجرة سكان الريف والرعاة نحو المدن طلبا للعمل ولحياة أفضل، مما يولد ضغوطا متزايدة على إمكانات المدن المحدودة. إن معدلات النمو العالية هذه تشكل عبئا على الخدمات الاجتماعية المكلفة وعلى حساب الهياكل الارتكازية المنتجة, ويولد ضغط الهجرة الكثير من المشاكل الاجتماعية في المدن ومن المعروف أن الكثير من المهاجرين يسكنون الأحياء الفقيرة ومدن الأكواخ على أطراف المدن الكبيرة مكونين مجتمعات بائسة معرضة للأمراض والكوارث الطبيعية.

لذا بات من الضروري إعطاؤه مكان الصدارة في خطط التنمية. لمكافحته ووضع خطط تتضمن أهدافا مباشرة تتمثل في وقف تقدمه واستصلاح الأراضي المتصحرة و إحياء خصوبة التربة وصيانتها من التصحر..

م.م. سهاد حمزه محمدعلي

قسم الاسماك

Comments are disabled.