التغيرات المناخية التي طرأت في الأعوام المنصرمة متمثلة بندرة سقوط الامطار وارتفاع بدرجات الحرارة وجفاف الأراضي سببه الأساسي هو زيادة الانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتج بشكل الأساسي من الوقود الاحفوري. حيث سجل في عام 2019 ثاني اعلى درجة حرارة على الاطلاق في العالم منذ حوالي أكثر من مئة عام كما تعتبر الأعوام الماضية من الأشد من حيث ارتفاع درجات الحرارة. اذ تأتي هذه الغازات من استخدام البنزين لقيادة السيارة او تشغيل المصانع او استخدام الطائرات والسفن أو استخدام الفحم لتدفئة المباني. فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي تطهير الأراضي وقطع الغابات أيضا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون حيث تعد عمليات الزراعة واستخراج النفط والغاز من المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان. ان قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي هي الاكثر من بين القطاعات الرئيسية المسببة لانبعاثات الغازات الدفيئة. يواجه العراق بصفته من أكثر دول المنطقة العربية تأثرا بتغير المناخ مجموعة من التحديات البيئية حيث بدأت آثار تغير أنماط الطقس بالظهور في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع شدة الأحوال الجوية القاسية والتدهور البيئي المتزايد في جميع انحاء البلاد كما يضع النمو السكاني المتزايد مزيدا من الضغوط على الموارد الطبيعية التي أضحت نادرة أكثر من أي وقت مضى. حتى في المناطق القطبية، أدى ارتفاع درجات الحرارة العالمية المرتبطة بتغير المناخ إلى ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية بمعدل متسارع من موسم إلى آخر، وهذا يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر في مناطق مختلفة من الكوكب جنبا إلى جنب مع توسع مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث بدأ الارتفاع الناتج في مستوى سطح البحر في إتلاف السواحل نتيجة لزيادة الفيضانات والتآكل.
يعتبر النشاط البشري هو سبب تغير المناخ الحالي إلى حد كبير، مثل حرق الوقود الأحفوري الغاز الطبيعي والنفط والفحم. يؤدي حرق هذه المواد إلى إطلاق ما يسمى بغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض وهناك تحبس هذه الغازات الحرارة من أشعة الشمس داخل الغلاف الجوي مما يتسبب في ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض هذا الارتفاع في درجة حرارة الكوكب يسمى الاحتباس الحراري. يؤثر ارتفاع درجة حرارة الكوكب على المناخات المحلية والإقليمية، فعلى مدار تاريخ الأرض تغير المناخ باستمرار وهذا امر طبيعي يحدث بشكل عملية بطيئة على مدى مئات او الاف السنين، اما اليوم فان هذا التسارع يحدث بمعدلات أسرع وأكثر خطورة.
ان متوسط درجة حرارة سطح الأرض الآن حوالي 1.1 درجة مئوية أكثر دفئا مما كان عليه في أواخر القرن الثامن عشر (قبل الثورة الصناعية) وأكثر دفئا من أي وقت مضى في السنوات ال 100،000 الماضية. اذ كان العقد الماضي (2011-2020) هو الأكثر دفئا على الإطلاق وكان كل عقد من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئا من أي عقد سابق منذ عام 1850. يعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني بشكل أساسي درجات حرارة أكثر دفئا لكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة. نظرا لأن الأرض عبارة عن نظام حيث يرتبط فيه كل شيء فانه يمكن أن تؤثر التغييرات في منطقة واحدة على التغييرات في جميع المجالات الأخرى منها، الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع منسوب مياه البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الترابية، وتدهور التنوع البيولوجي والاحيائي. ويؤثر تغير المناخ ايضا على صحتنا وقدرتنا على زراعة الغذاء والسكن والسلامة والعمل بسبب انحسار الأراضي الزراعية وانخفاض مناسيب المياه. البعض منا بالفعل أكثر عرضة لتأثيرات المناخ، مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية الأخرى وقد تقدمت ظروف مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتسرب المياه المالحة إلى درجة اضطرت فيها مجتمعات بأكملها إلى الانتقال من مناطق سكنها الى مناطق اخرى، ويعرض الجفاف الذي طال أمده الناس لخطر المجاعة وإذا لم يتخذ إجراءات حقيقة وتلائم حجم لخطر ففي المستقبل، من المتوقع أن يرتفع عدد النازحين بسبب الأحداث المرتبطة بالطقس.

م.م.علي كامل وناس
قسم النبات والبيئة

 

Comments are disabled.