يرمز مصطلح البيئة إلى كل شيء يحيط بالإنسان من ماء، ونباتات، وهواء، وغذاء، إذ توصف العلاقة بين الإنسان والبيئة على أنها علاقة تبادليّة، أي أن كلا الطرفين يؤثر ويتأثر بالآخر، فعندما تكون عناصر البيئة صحية ونظيفة فهذا ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان ورفاهيته، والعائلات والمجتمع بكل أطيافه واقتصاده.
تعد البيئة النظيفة والصحية أمراً مهماً جداً لحياة جميع الكائنات على وجه الأرض، إذ إنّ الأكسجين الذي نتنفسه هو أهم مورد رئيسي يأتي كنتاج للبيئة التي نعيش بها، لذلك تعد قضية المحافظة على البيئة مهمة جداً، إذ ذكرت وكالة حماية البيئة أن زيادة نسبة تلوث الهواء يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الربو، والنوبات القلبية، والوفيات المبكرة. كما أن هنالك العديد من الأدلة التي تثبت أن معظم الهواء الداخلي يمكن أن يكون أكثر سمية بمقدار خمسة أضعاف مما هو عليه في الهواء الطلق. إلا أنه وبالرغم من ذلك لا يعد تلوث الهواء القضية الوحيدة التي تخص البيئة، بل إن تلوث المياه الذي يزيد من نسبة الإصابة بالأمراض المعوية المعدية، ومشاكل الإنجاب، والاضطرابات العصبية، أحد هذه القضايا.
ويتمثل دور الإنسان في المحافظة على سلامة البيئة بـالمكان الذي يعيش فيه، سواء في بيته أو الحي الذي يقطنة ، من ثمَ مدينته ووطنه ككل، لأن النظافة أساس كل تقدم ورُقي، وعنوان للحضارة، ومظهر من مظاهر الإيمان فالنظافة من الإيمان كما تعلمنا منذ نعومة أظفارنا .
تُعد عمليّة المحافظة على البيئة وحمايتها من أهم الأمور التي يجب على الإنسان أخذها بعين الاعتبار، وذلك للحدّ من تدمير النُظم البيئية بشتى أنواعها، والتدهور البيئيّ الذي يهدد بدوره كلاً من صحة الحيوانات، والبشر، والنباتات على المدى الطويل بفعل الأنشطة البشريّة، وبهذا فإن جميع القرارات المُتخذة من قِبل البشر تؤثر على البيئة بشكل أو بآخر سواء كانت تتعلق بأغذيتهم، أو مُشترياتهم، أو كيّفيّة التنقل وغيرها.
أصبحت قضية التلوث البيئي أمراً يؤرّق العالم بأكمله؛ لما لها من تبعات على المدى القريب والبعيد، لذلك يجب على جميع المؤسسات التكاتف للحد من هذا التلوث وتوعية الناس لمدى خطورة هذا الأمر، وفيما يأتي دور بعض هذه المؤسسات:
• دور مراكز الأبحاث العلميّة: يوجد لمراكز الأبحاث العلميّة دور مهم في تقديم حلول للمشاكل التي تعاني منها البيئة، ومحاولة اكتشاف طرق بديلة وصديقة للبيئة عوضاً عن الطرق المسببة لتدهورها، إذ لا يتوقف عمل هذه المؤسسات على تقدير الملوثات البيئيّة ومدى ضررها على البيئة.
• دور الهيئات الإعلامية: يكمن دور الإعلام في توعية الناس لمخاطر التلوث البيئيّ وأثره على صحة الكائنات الحية بأجمعها، وذلك عن طريق عرض برامج توعويّة تُرشد الأفراد حول كيفيّة التعامل مع البيئة بشكل صحيح، بالإضافة لتسليط الضوء على كيفيّة إعادة تدوير المُخلفات والتخلص منها.
• دور المؤسسات التعليميّة: يتم ترجمة دور المؤسسات التعليميّة من مدارس، وجامعات، وكليّات وغيرها عن طريق تضمين المناهج الدراسيّة بمحتوى متخصص يتحدث عن البيئة، وكيفيّة المحافظة عليها، وغيرها من الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تزيد من وعيّ الطلاب ومسؤوليتهم تجاه البيئة.
• دور الجهات الإداريّة: تقع المسؤوليّة الأكبر في المحافظة على البيئة على عاتق المؤسسات الحكوميّة، وذلك بوضع قوانين صارمة، ونظام مراقبة لطبيعة المواد الكيميائية المُستخدَمة في الصناعات، وإدارة مسببات الملوثات بشكل سليم، فقد سنّت بعض الدّول المتقدمة قوانين تمنع من استعمال المواد الكيميائية السامة التي تؤثّر سلباً على الإنسان والكائنات الحية.
م.م.مآب رياض ساجت
م.د.هند ضياء هادي