سمكة البلطي
Tilapia وخطرها على البيئة العراقية

قسم الأسماك / متحف التاريخ الطبيعي / جامعة بغداد

أسماك البلطي المعروفة محليا باسم المشط احد أنواع أسماك المياه العذبة وقليلة الملوحة وتنتمي هذه الأسماك إلى عائلة البلطيات او المشطيات Cichilidae ، وأهم الأجناس الاقتصادية لهذه العائلة هو جنس Tilapia الذي يوجد منه اربعة أنواع منها الزيلي والأبيض والأزرق والنيلي ، وتنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية كما اكتشف نوع منها في برك وادي الوريعة في دولة الإمارات العربية يسمى بلطي بسام خلف ، استخدمت في التربية الصناعية لأول مرة في كينيا منذ بدايات القرن العشرين كونها سمكة سريعة النمو وذات مردود اقتصادي عالي بعدها انتشرت تربيتها إلى جنوب آسيا والهند.

شكل السمكة:

جسم السمكة منضغط من الجانبين ولها زعانف ظهرية طويلة بدايتها شوكية ، لون السمكة معتم يتدرج من الأخضر المزرق إلى الأصفر المخضر مع وجود خطوط سوداء باهتة على الجانبين . السمكة البالغة يصل طولها الى 35 سم وبمعدل وزن 1.2 كغم يمكنها العيش لمدة 11 عام.

ميزاتها:

يمتاز هذا النوع من الأسماك بقدرته على التكاثر السريع والعيش في وسط منخفض الأوكسجين المذاب وفي المياه العـــذبة وقليلة الملوحة وفي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ، وتستخدم اسماك البلطي في السيطرة البيولوجية على المشاكل النباتية المائية وفي قتل إناث البعوض المضيف الذي ينقل مرض الملاريا .

 

 

مصدرها:

أسماك البلطى هي من الأسماك الدخيلة على الانهر والمسطحات المائية للعراق كونها سمكة مزارع هاربة ويعتقد جاءت ضمن مياه نهر الفرات قادمة من القطر السوري الشقيق وتمركزت في منطقة المصب العام وحاليا تتواجد في عد من المحافظات الجنوبية للعراق حيث تم اصطياد أعداد منها في البصرة (منطقة الدباب) منذ 2009 وبعد إجراء الفحوصات المختبرية تبين انها تعود إلى نوعين من اسماك البلطي احدهما سبق ان سجل في منطقة المسيب على نهر الفرات عام 2007 والأخر تم اكتشافه لأول مرة في العراق . انتشرت هذه السمكة حاليا في الناصرية في مياه أهوار الجنوب كما أعلنت مديرية بيئة الديوانية في كانون الأول من عام 2011 أن هذا النوع بدا يتسيد على بقية أنواع الأسماك المحلية الأخرى ويؤثر سلبا على تكاثرها في المحافظة .

تكاثرها:

تنضج أسماك البلطي جنسيا بعمر عدة أشهر فقط يقوم الذكر الناضج جنسياً باختيار موقع للتعشيش في مكان من الشاطئ وينتظر حتى تنجذب إليه إحدى الإناث حيث يقومان معا بعد فترة تمتد من بضع ساعات إلى عدة أيام بحفر عش دائري الشكل ، ثم تضع الأنثى بيضها في العش ويقوم الذكر بتغطية البيض بالسائل المنوي ثم يعمل كل من الذكر والأنثى على حراسة العش الذي يحوي عدة آلاف من البيض المخصب حتى يفقس وتغادر الصغار حيث تستمر عناية الذكر والأنثى بهذه الصغار لمدة من 2 إلى 3 أسابيع وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى في حمل البيض داخل فمها حتى فقسه .

المشاكل البيئية الناجمة عنها:

يعيش النظام البيئي الطبيعي في حالة توازن وان أي خلل في هذا التوازن يؤدي إلى نتائج  ايجابية او سلبية تعمل على تدهور هذا النظام بصورة عامة لأنه مرتبط بسلسلة غذائية أو وسط تعايش بين المكون الحياتي وان دخول اسماك البلطي الى المياه العراقية سبب أضرار بيئية كبيرة متمثلة بانخفاض أعداد أنواع الأسماك العراقية والحد من تكاثرها لتبقى هي المتسيدة في الأنهار والمسطحات المائية مسببة شح تنوع الثروة السمكية فضلا عن تغير السلسلة الغذائية المبنية على التوازن الطبيعي.

Comments are disabled.