يتهافت الكثير من الناس على المضادات الحيوية كلما شعروا أنهم بحاجة إليها والتي هي عبارة عن أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، لكنهم يغفلون المثل القائل “إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده”، حيث أكد باحثون في كلية طب جامعة نيويورك، بالولايات المتحدة الأميركية، أن الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، لا سيما بين البالغين الذين تخطوا الأربعين عاما.
حيث ادى استعمال المضادات الحيوية على غير هدى دون الحاجة اليها او بمقادير غير كافية الى ظهور سلالات جرثومية عنيدة عليها وان نشوء هذه السلالات وانتشارها خطر كبير على الصحة بشكل عام ولذا يجب القضاء عليها بأستخدام ادوية اخرى .
ولفت الباحثون إلى أنّ الخطر يبدو “تراكميا” بعد عام إلى عامين من الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية التي تستهدف علاج أمراض المعدة في المقام الأول بين هذه الفئة العمرية، وتشير الدلائل المتزايدة إلى أن العوامل البيئية ربما يكون لها دور في تطور مرض التهاب الأمعاء
والمضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان، تبدي مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.
وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاعتناء جيداً بنظافة الأغذية
وقد قام فريق من الباحثين في بريطانيا وأوروبا بدراسة تفاعل مجموعات إشريكية قولونية (إي كولي) مع تركيزات مختلفة من ثلاثة مضادات حيوية شائعة الاستخدام. ووجدوا أنه فيما الجرعات الكبيرة من المضادات الحيوية أبطأت معدل تطوير البكتيريا مقاومة، فإنها أدت أيضا إلى ظهور بكتيريا ذات “قوة أكبر” ما يعني أن لديها معدل تكاثر أعلى وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ماتو لاغاتور من كلية العلوم البيولوجية في جامعة مانشستر لوكالة فرانس برس: “نعتبر معدل النمو مؤشرا على القوة، مع افتراض أن السلالة التي تنمو بشكل أسرع من المرجح أن تسيطر على الأنواع الأخرى من البكتيريا وتصبح مهيمنة”.وكتب الفريق، الذي نشر دارسته في دورية “رويال سوسايتي بايولوجي ليترز”، أن بحثهم أظهر كيف أن الجرعات العالية من المضادات الحيوية تمثل “معضلة” ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى بكتيريا أكثر مقاومة.
ومع توقع أن تقتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية عددا أكبر من الأشخاص على مستوى العالم مقارنة بالسرطان بحلول منتصف القرن، قال لاغاتور إن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث حول طريقة تأثير الجرعات الكبيرة على تطور البكتيريا على المدى الطويل
وحذّرت دراسات عدة في السنوات الأخيرة من الإفراط في وصف المضادات الحيوية والاستخدام المفرط في تربية المواشي، مع تقدير المراكز الاميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن واحدة من كل ثلاث وصفت للمضادات الحيوية، هي غير ضرورية.

م.م. مريم ماجد عبد علي

Comments are disabled.