تعتبر الأسماك العمياء من الأسماك التي تتعايش في قاع البحار والمحيطات والمسطحات المائية المظلمة، فهي لا تمتلك عيوناً تساعدها على رؤية الأشياء من حولها، ولعلّ طبيعة الأماكن المظلمة التي تتواجد فيها لا تسمح لها أصلاً الرؤية بصورة طبيعية حتّى وإن كانت تمتلك عيوناً، تمتاز سمكة الكهف العمياء بلونها الوردي الشاحب وبمظهرها شبه الشفاف تقريبا، مقارنة بنظيراتها فضية اللون التي توجد بالقرب من السطح. كما أن لدى هذه الأسماك شكلا باهتا لتجويف عينٍ ضامرة، وهو ما يختلف عن أقربائها من الأسماك السطحية التي تمتلك عيونا مستديرة وواسعة.

تسمى الأسماك العمياء أيضاً بأسماك الكهف كونها تعيش في المناطق المظلمة وفي الكهوف الموجودة في البحار والمحيطات، ويمكن لها أن تحصل على كمية أكسجين أقل من تلك الموجودة في المناطق القريبة من سطح المياه، ولعلّ هذا الأمر يساعدها على البقاء بصورة أكبر دون الوقوع كفريسة سهلة من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى.

تم العثور عليها في العراق عام 1953 في شمال مدينة حديثة بالقرب من نهر الفرات من قبل السيد

  1. G. Widdowsonوهو مهندس يعمل في شركة نفط العراق انذاك حيث قام بارسال العينة الى البروفيسور

  2. C. Hardyفي متحف التاريخ الطبيعي البريطاني لغرض الوصف .

     تعتبر واحدة من اكثر الاسماك انتشارا حيث تتواجد في اغلب بلدان العالم منها سوريا والاردن وايران والمكسيك واوراسيا وغيرها .

    تمتلك الأسماك العمياء من الحواس ما يساعدها في الحصول على طعامها والابتعاد عن المناطق الخطرة التي يتواجد فيها حيوانات مفترسة، لذا فهي تعيش بصورة طبيعية وتكون أقل عرضة للافتراس من قبل الأسماك والحيتان المفترسة أكثر من تلك التي تعيش في المناطق الحيوية.

قام الباحثون بفحص الهيموغلوبين في دم سمكة الكهف لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يفسر كيفية بقائها على قيد الحياة في بيئة منخفضة الأوكسجين في الكهوف العميقة. ففي حين أن التيارات السطحية سريعة الحركة مشبعة بالأوكسجين، تعيش أسماك الكهف في كهوف عميقة حيث تبقى المياه الراكدة غير مضطربة لفترات طويلة. ووجد العلماء أن بعض هذه البرك الدائمة تحتوي على أوكسجين مذاب أقل بكثير من المياه السطحية.

كرات الدم الحمراء الخاصة بسمكة الكهف العمياء تكون أكبر في الحجم مقارنة بالأسماك التي تعيش بالقرب من السطح. كما تنتج المزيد من الهيموغلوبين الذي يساعد الجسم على نقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين خلايا وأعضاء السمكة وخياشيمها.

تستطيع هذه الاسماك السباحه في جميع الاتجاهات دون احداث ضجيج أو اصطدام بالزجاج أوالحجارة أو غيرها من الأسماك ، كما انها تسبح بسرعة اكبر عندما تواجه المعالم ، مثل الصخور ، التي لم تواجهها من قبل ، وعند إزالة هذه المعالم لوحظ ان هذه الأسماك تبتعد من تلك الاماكن كما لو انها قد رسمت خريطة ذهنية للمكان وحفظت الاماكن التي قد تعرضها لخطر الاصطدام.

    ليس لها اي اهمية اقتصادية , وضعت المنظمة الدولية لحماية الطبيعة IUCN لعام 2004 هذا النوع من الاسماك في قائمة الأنواع المعرضة لتهديد الانقراض.

م.م. سهاد حمزة محمد علي

م.م.مآب رياض ساجت

قسم الاسماك

Comments are disabled.