الماء.. سر الحياة على هذا الكوكب، والمحور الرئيسي لاستمرار حياة الإنسان والحيوان والنبات. يشكل أكثر من ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، ولكن كميته الصالحة للشرب قليلة جداً، لأن أغلبها موجودة على شكل مسطحات مائية مالحة مثل البحار والمحيطات. أما المياه العذبة فتكون عادة في الينابيع على شكل مياه جوفية وفي الأنهار.

    لذلك علينا كأفراد مقيمين على سطح هذا الكوكب المحافظة على هذه النعمة وضرورة اتباع خطوات بسيطة تساعدنا في ترشيد استهلاك الماء، وذلك للحفاظ عليه أولاً من النضوب والفقدان، وتجنب زيادة انحسار الغطاء النباتي وانتشار التصحر في مناطق كثيرة حول العالم ثانياً.

يتلوث الماء بكل ما يفسد خصائصه او يغير من طبيعته و يعرف تلوث الماء بانه ( احداث تلف او افساد لنوعية المياه مما يؤدي الى حدوث خلل في نظامها الايكولوجي بصورة او باخرى مما يقلل من قدرتها على اداء دورها الطبيعي بل تصبح ضارة و مؤذية عند استعمالها او تفقد الكثير من قيمتها الاقتصادية و بصفة خاصة مواردها من الاسماك و الاحياء المائية ) و بتعريف اخر :

تلوث المياه : هو تدنيس مجاري الماء من انهار و بحار و محيطات, فضلا عن مياه الامطار و الابار والمياه الجوفية مما يجعل هذه المياه غير صالحة للانسان و الاحياء الاخرى .

مصادر تلوث الماء :

حسب طبيعة الملوثات يمكن تصنيف مصادر تلوث الماء حسب طبيعة الملوثات كالآتي:

التلوث بالمصادر الكيميائية:

1-النفط الخام والمنتجات البترولية المختلفة: تطفو هذه المواد على سطح الماء لأن كثافتها أقل من كثافة الماء،فبذلك تظهر على شكل بُقع زيتية لامعة على سطح المُسطح المائي سواء بحار أو أنهار أو غيرها، بينما إذا ذاب جزءاً بسيطاً من هذه المركبات في الماء؛ فإنه سيتسبب بضررٍ وتلوث بالماء، ومن الأمثلة على هذه المواد: الغازولين، ووقود الديزل، والكيروسين، وزيوت المُحركات والتشحيم وغيرها.

2-الأسمدة: يتم نقل الأسمدة كالنترات والفوسفات إلى البحار بفعل انجراف التربة وغيرها من العوامل، فعند زيادة نسبة الأسمدة أو كميتها عن المعدل الطبيعي، فسوف تتسبب بتسمم الكائنات الحية سواء الإنسان أو الكائنات البحرية، بينما ستكون مفيدة للأعشاب البحرية، والبكتيريا الضارة فقط.

3-المذيبات المكلورة : تتضمن كلاً من ثلاثي ورباعي كلوروالإيثيلين، وميثيل الكلوروفورم، ورباعي كلوريد الكربون، والفريوناتالكلوروفلوروكربون-، تغرق هذا المذيبات السامة والصلبة تحت الماء بسبب كثافتها العالية، ولايمكن رؤيتها بالعين على عكس المواد البتروليّة.

4- المذيبات البترولية: تتضمن البنزين، والتوليوين، والزيلين، وإيثيل البنزين.

5-المعادن ومركباتها: تعتبر المركبات المعدنية العضوية الناتجة عن تفاعل المعادن والمركبات العضوية الموجودة في الماء معًا ذات مخاطر صحية عالية، من الأمثلة على المعادن السامة التي يمكن تواجدها في الماء: الزئبق، والزرنيخ، والكروم.

6- المبيدات الحشرية: تضم المبيدات الحشرية عددًا كبيرًا من المواد الكيميائية الفرديّة، وقد تصل إلى الماء بشكلٍ مباشر بسبب الأنشطة الزراعية التي تتضمن رش المبيدات على مساحات واسعة، أو بشكلٍ غير مباشر مع الجريان السطحي للمياه الزراعية.

التلوث الإشعاعي: يقصد بالتلوث الإشعاعي زيادة في مستويات الإشعاع عن المستوى الطبيعي بسبب الأنشطة البشرية، كالتعدين، واستخدام المفاعلات النووية لتوليد الطاقة، واستخدام الأشعة السينية في الاحتياجات الطبية .

الملوثات الحيوية: ينتج التلوث الحيوي عن عدة أسباب، وهي: تواجد أعداد كبيرة من الديدان والطحالب والكائنات الحية الدقيقة، كالفيروسات، والبكتيريا في الماء تحلل المواد العضوية ومُخلّفات الحيوانات. استخدام طرق غير سليمة للتخلص من النفايات البشرية. و

آثار تلوث المياه على صحة الإنسان      

1يمكن أن يؤدي استهلاك مياه الشرب الملوثة إلى مشاكل صحية مختلفة، مثل التهابات الجهاز الهضمي، وحمى التيفوئيد، والكوليرا.

التعرض للسموم 2-التعرض للمواد الكيميائية السامة، مثل الرصاص والزئبق والمبيدات الحشرية، يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الأضرار العصبية، والإعاقات الخلقية، والسرطان

تهيج الجلد 3-يمكن أن يسبب ملامسة الجلد للمياه الملوثة تهيجًا وحكة وطفحًا جلديًا. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات والحساسية..

مشاكل في الجهاز التنفسي 4-يمكن أن تحدث أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية عن طريق استنشاق الملوثات المحمولة جواً من المياه الملوثة.

 5-يمكن أن يسبب التعرض للمواد السامة في الماء مشاكل في الإنجاب ، بما في ذلك العقم والإعاقات الخلقية وانخفاض عدد الحيوانات المنوية.

6- يمكن أن تحتوي المياه الملوثة على معادن ثقيلة يمكن أن تسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية 

7-التعرض للمياه الملوثة يمكن أن يسبب تلف الكبد والكلى.

تم ربط التعرض لبعض المواد الكيميائية والملوثات الموجودة في المياه الملوثة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية.

الاهداف المرجوة من ترشيد استهلاك الماء                        

ضرورة توجيه الأفراد لمعرفة أهم الطرق والتدابير التي يجب ممارستها للمساعدة في الحفاظ على الماء

تهدف الحملات والمبادرات التي تسعى إلى إعلام الأفراد بضرورة ترشيد استهلاك الماء إلى توجيهم لمعرفة أهم الطرق والتدابير التي يجب ممارستها للمساعدة في الحفاظ على الماء، والتقليل من قيمة فاتورة الاستهلاك المنزلية المترتبة على الفرد بشكل شهري، والبعد عن الإسراف الذي نهانا عنه ديننا الحنيف الدين الإسلامي.

                                           طرق ترشيد استهلاك الماء للفرد

ضرورة إغلاق الصنابير فور الانتهاء من استخدامها والتأكد من إصلاحها في حال تعطلها أو حدوث أي تسريب لها على الفور.

على كل شخص يعيش على كوكب هذا الأرض، معرفة أهم الطرق لترشيد استهلاك الماء، والتي بموجبها ستساعد في الحفاظ على هذا المصدر المهم في حياتنا جميعاً، وأهمها ضرورة فتح صنابير المياه عند الحاجة إليه فقط، وعدم تركه مفتوحاً بعد الانتهاء منه، والتأكد من إغلاقه جيداً حتى لا يحدث أي تسريب في الماء دون الانتباه.

إلى جانب ضرورة تركيب القطع المساعدة في توفير استهلاك الماء، وإصلاح الصنابير والمواسير في حال تعطلها أو حدوث أي تسريب لها على الفور. فضلاً عن ضرورة الاستفادة من مياه غسل الخضار والفواكه أو حتى الوضوء في سقي الخضار والفواكه التي يمكن زراعتها في المنزل أو حتى الحديقة الخارجية.

بالإضافة إلى الاستعانة بالطرق التقليدية في تنظيف السيارات والحيوانات المنزلية والسجاد عبر وعاء وليس بالخرطوم، وعدم رمي المخلفات والنفايات في المياه العامة وتعليم الأطفال بآداب استهلاك الماء ومحاسبتهم عند إهداراهم لها.

                            طرق ترشيد استهلاك الماء على المجتمع

دراسة طرق معالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة للاستخدام في مجالات عدة مثل الزراعة والصناعة.

أما المجتمع فعليه تكثيف الجهود لتطوير مصادر تقليدية وغير تقليدية للمحافظة على الماء، وإجراء البحوث اللازمة لتخفيض تكاليف تحلية المياه، وترشيد استهلاك الماء المستخدمة في مختلف الأغراض وتحسين كفاءة توزيعها وتشجيع إدخال تقنيات الرّي المتطورة والحديثة.

فضلاً عن ضرورة بناء السدود والخزانات العملاقة التي تساعد في تجميع المياه وتخزينها لاستخدمها لاحقاً خصوصاً في فصل الصيف والربيع، ونشر الوعي بين الناس وتعرفيهم بشكل مستمر على طرق ترشيد الاستهلاك وتذكيرهم دائماً بأهمية المحافظة على مصادر الطبيعة والبيئة، وذلك عن طريق وسائل

الإعلام وإقامة دورات وورش عمل ومبادرات مجتمعية وتوزيع المنشورات وغيرها الكثير من السبل

بالإضافة إلى ضرورة البحث عن سبل بديلة مثل تحلية مياه البحر والاستفادة منها، ومعالجة مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة للاستخدام في مجالات عدة مثل الزراعة والصناعة، وبناء الآبار الارتوازية التي تساعد في تجميع المياه عند حدوث الامطار، ووضع قوانين لحماية الماء من التلوث وتغريم كل من سبب في تلوثها واستنزافها.

 عواقب التبذير في استهلاك الماء

هناك عواقب كثيرة تنجم من عدم ترشيد استهلاك الماء وتبذيرها، منها التعرض للنقص الملحوظ في مصادر المياه خصوصاً للدول التي لا تملك مصدر للماء، والتعرض للجفاف، وانتشار أمراض عديدة لدى كافة فئات المجتمع، وإهمال النظافة وفق كافة المعايير والأنظمة وتعرض الأسماك والكائنات البحرية للنقص والهلاك.

  إذاً فالماء هو روح الطبيعية وعنصرها الأساسي، ومصدر لرزق الإنسان في حاجته للشرب والتنظيف، ووسيلة للتنقل والترفيه، وعيش مختلف أنواع الحيوانات والنباتات. فضلاً عن تجميله للطبيعة وجعلها خضراء وساحرة ومنعشة.

 م.م.خالدة ابراهيم حسون  

Comments are disabled.