لابد للجميع الحصول على تعليمٍ جيّدٍ نظراً لمدى قوة التنافس بين الأشخاص في هذا العالم، بالإضافة إلى ازدياد أهميّة التعليم العالي والذي بدوره يساهم في الحصول على وظائف جيّدة، وبمواقع جيّدة، حيث إنّ التعليم المرموق يُساعد على خلق العديد من الفرص المستقبليّة، كما أنّه يزيد من قوّة العقل، والمهارات الاجتماعيّة، والفكريّة، عن طريق زيادة مستوى المعرفة، والمهارات التقنيّة، كما تساهم أهميّة التعليم الى النّجاح في الحياة، والحصول على شيء مختلف عن الآخرين، حيث إنّه يساعد على تقليل التحديّات في الحياة الصعبة، كما تعزز المعرفة التي يتلقّاها الفرد خلال فترة التعليم مستوى الثّقة بالنّفس وتزيد من قدرته على الابداع وتتجسد أهمية التعليم في الحياة من خلال غرس القيم الثقافية والإجتماعية والوطنية في المواطن، حيثُ يوثق التعليم عملية فهم الحقوق والواجبات التي يجب أن يدركها جميع المواطنين، كما يُتيح الفرصة للمواطنين للتعرف على ثقافتهم وتاريخهم وقيم مُجتمعاتهم مما يؤدي إلى إنتاج مواطنين صالحين.
وان التعليم الجيد له خصائص وشروط يجب توفرها وهي انه يجب ان تكون المناهج والمواد التعليمية وطرق التعليم مواكبة للعصر الحديث والتكنولوجيا وكذلك يجب ان يكون المعلم كفوء وخاضع الى دورات التدريب والتطوير المتعدده كما ان البيئة التعليمية يجب ان تكون كافية وامنة وغير عنيفة وكذلك تشجيع الطلبة وزرع روح المنافسة فيما بينهم وبذلك يعد التعليم الجيد عمل واداء انساني واجتماعي لنشر الوعي والمعرفة بما يلائم قيم وحاجات المجتمع، كما يجب ان يتبع التعليم بتفاؤل وحكمة واحترام بأن للجميع الحق بالمشاركة في الحياة والحق في التعليم الجيد لبناء الذات وتحقيق خدمة الفرد والمجتمع.
أما على صعيد فوائد التعليم للمجتمع ككل فأنه أيضًا هناك الكثير مما يمكن ذكره، فالأفراد المتعلمون هم الأكثر تفهمًا للقوانين التي يسير وفقها المجتمع وبالتالي التمييز بين الصحيح والخاطئ وبين ما هو قانوني وما هو غير قانوني وما هي الأشياء الواجب فعلها وما الأشياء التي لا يجوز فعلها، فضلا عن ذلك يساعد على فهم الأعراف والتقاليد السائدة بالمجتمع والالتزام بالواجبات والحريات العامة واحترام الآخرين وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تأسيس مجتمع واعٍ قائم على القوانين يتحمل أفراده مسؤولياتهم تجاه المصلحة العامة ويقومون بواجباتهم كما تقتضي تلك المصلحة.
في المجتمعات المتقدمة من المفترض للفرد أن تسير حياته وفق مجموعة من القواعد الاجتماعية المحددة فيما يخص التعليم، إذ يفترض بالفرد أن تبدأ حياته مع المدرسة ليكمل فيها حتى الجامعة ومن ثم يتخرج ويحصل على وظيفة تناسب تخصصه الدراسي، وبالتالي هذا يضمن أن يقوم الفرد بدوره الاجتماعي على أكمل وجه ويكون عضو فاعل فيه ليساهم في تقدم أفراده وتطور المجتمع ككل.
هذا إلى جانب رفع المستوى الثقافي والفكري لأفراد المجتمع، وتحسين مستوى دخل الفرد وبالتالي المستوى الاقتصادي في البلاد، وتسريع عجلة التطور والتقدم، وزيادة الاستقرار والآمن الأهلي والاجتماعي، والحد من عمليات خرق القوانين والتعدي على حقوق الآخرين أو الحقوق العامة.
م.م لبنى مجيد حميد
قسم النبات و البيئة

Comments are disabled.