يقصد بالتنوع الأحيائي أصناف الحياة على الأرض، بجميع أشكالها، من البكتيريا إلى النظم البيئية بأكملها، ويُطلَق عليه أيضاً اسم التنوع البيولوجي ( التنوع الكلي للحياة على الكرة الأرضيّة).
ان المحافظة على تنوع الطیور والنباتات والحیوانات وكافة الكائنات الحیة التي تعیش في البیئة تمثل الأساس الذي تقوم علیه حیاة الإنسان. حیث یقوم كل من ھذه الكائنات الحیة بدور ھام في توازن البیئة وفي المحافظة على الموارد الطبیعیة المختلفة مثل النباتات والمروج والمراعي . ویؤدي قطع الأشجار والنباتات إلى تدمیر كافة أشكال الحیاة وبالتالي القضاء على الموارد التي یعتمد علیھا الإنسان في رعي الحیوانات ومصدر الدواء والطعام .
والمقصود من المحافظة على التنوع البیولوجي ، محافظة المرأة على أنواع النباتات والحیوانات والطیور التي تستوطن المنطقة ، وذلك من خلال التعرف على ھذه الأنواع وعلى كیفیة المحافظة علیھا ومحاولة إكثار زراعة النباتات التي تنمو في المناطق الصحراویة ومناطق الغابات الموجودة في بعض مناطق العراق وضمن اقلیم كردستان . وتسعى جمیع دول العالم حالیاً إلى المحافظة على التنوع البیولوجي الطبیعي في المناطق المختلفة ، وذلك من خلال تخصیص مناطق معینة وإعلانھا محمیات طبیعیة تحظر فیھا النشاطات البشریة بغرض المحافظة على البیئة الطبیعیة ، التي یثبت للإنسان یوماً بعد یوم أھمیة وجودھا لاستمرار التوازن الطبیعي وإیقاف التكاثر غیر المتوازن لبعض الحیوانات – والحشرات الخطرة على صحة الإنسان – وازدھارھا بسبب اختفاء الكائنات التي تعیش على ھذه الكائنات الضارة ولذلك تتزاید أعدادھا ویضطر الإنسان للتدخل بالقتل أو الإبادة مما یخلق مزیداً من الخلل بالتوازن الطبیعي .
وللمرأة دور ھام في تنشئة الأجیال الجدیدة على احترام الكائنات الحیة ومحاربة الصید الجائر للحیوانات بغرض الترفیه أو الكسب المادي السریع ، حتى تكون ھناك استدامة لنمو وتكاثر الحیوانات والكائنات الأخرى التي تمثل عنصراً ھاماً في حیاة الإنسان واستقراره وسلامته . كما أن زیادة المحمیات الطبیعیة سواء البحریة أو الأرضیة ستعطي الأجیال الناشئة والقادمة رؤیة واضحة عن أھمیة وجود الكائنات المختلفة التي خلقھا الله لتساعد الإنسان على البقاء .
وتعد المهندسة الزراعية العراقية نازك إبراهيم الكمولي (64 عاما) أول نحالة، وأول امرأة تنشئ محمية زراعية لتربية الحيوانات وزراعة النباتات النادرة جنوب بلاد الرافدين تحديداً في الديوانية، وهي خير مثال للمرأة المحافظة على التنوع الاحيائي.
وھنالك اتجاه عالمي ھام نحو الإكثار من النباتات الطبیعیة واستخلاص المستحضرات الطبیة منھا لفاعلیتھا في علاج كثیر من الأمراض بدون آثار صحیة جانبیة مثل تلك التي تنشأ من العلاج بالعقاقیر المصنعة والمستحدثة والمخلقة صناعیاً.
ویعد ھذا النشاط من النشاطات الھامة التي یجب أن تھتم بھا المرأة كمصدر للدخل والعلاج، فضلاً عن ذلك يؤدي إلى حفظ التوازن الطبیعي وإعادته مرة أخرى. لذا لابد من إیلاء الاھتمام اللازم للقضاء على الخلل الحادث الآن في كثیر من المناطق نتیجة التوسع الحضري والصناعي والرغبة في استصلاح الأراضي الزراعیة واستقطاعھا من الأراضي الصحراویة أو الغابات ، وما یتبع ذلك من تلوث المیاه وانجراف للتربة وفقدھا لخصوبتھا نتیجة لإزالة الغطاء النباتي المثبت لھا . ولعل أوضح مثال لھذه الآثار السلبیة ما یحدث في الوقت الحاضر في العدید من دول شرق آسیا مثل الفلبین من فیضانات مدمرة نتیجة إزالة الغابات التي كانت تحد من كمیات المیاه التي تصل إلى الأنھار وتعمل على تسربھا إلى باطن الأرض لتعید تعبئة خزانات المیاه الجوفیة.