ان العمل اللائق حق من حقوق الانسان ووسيلة لتحقيق الكرامة والمساواة والتمكين لجميع الناس. اذ يساهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للفرد والمجتمع وذلك لضمان حماية وعدالة ومساواة في الحقوق والفرص لكل العاملين بمختلف المجالات. ان العمل المحترم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يشمل أيضا الجانب الروحي والاجتماعي والثقافي والبيئي. لقد سعت المنظمات والحكومات منذ ان بدا تأسيسها الى حماية وتوفير فرص عمل لكل الفئات بمختلف الاختصاصات وذلك لزيادة الإنتاجية والعسي الى مستقبل أفضل وأكثر استقرار. إذا يعتبر توافر فرص العمل أساسي لمجتمع متوازن وأكثر امانا. ان انتشار البطالة بسبب قلة فرص العمل وانعدام التكافؤ في الحصول عليه يؤدي الى ارتفاع نسب الجريمة وانتشار المخدرات في المجتمع وخاصة بين الشباب. ان فرص العمل لها تأثير إيجابي ليس فقط على المجتمع بل على الفرد نفسه اذ انه يساعد على تنمية المسار الوظيفي للفرد وبالتالي تطوير التنمية الشخصية للإنسان وبذلك يعمل على تحقيق الكفاءة في العمل. كما يساعد على بناء شخصية للفرد للاندماج في المجتمع توسيع علاقات مع الاخرين. أيضا يرفع من مستوى الإنتاجية والجودة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ويساعد على تحقيق المصالح الشخصية للأفراد وبالتالي تنمية الاقتصاد الكلي. خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة للشباب والنساء والفئات المهمشة والمحرومة ويحسن ظروف العمل والمعيشة للعاملين. تعزيز من الروابط الاجتماعية والتضامنية بين العاملين والمجتمعات المحلية وينشر قيم العدالة والمساواة بين الافراد. تنمية القدرات العاملين ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ورضاهم عن أعمالهم ويشجعهم على الابتكار والابداع.

العمل ليس مجرّد خيارٍ للإنسان، بل هو ضرورة لتحقيق التطوّر والنمو؛ لهذا يُعدّ العمل بمثابة محرك النجاح بالنسبة للأفراد والأمم، فالشخص العامل يكون أقوى في كلّ شيء؛ لأنّه يملك عملًا يصونه عن سؤال الناس، ويفتح له أبواب الرزق ويُعينه على متطلبات الحياة، ويُساعده على النمو والتطوّر والتقدّم. كما أنّ العمل من أهم أسباب تقدم الأمم كي تكون في المقدمة دومًا، وأمة بلا عمل هي أمة نائمة عاجزة لا يُمكن أن تلحق بالركب، بل ستظلّ طوال عمرها أمةً اتكاليةً في كلّ شيء على غيرها، وبهذا يكون أمرها ليس بيدها، ولا تستطيع التحكم بسياستها ولا اقتصادها، ولن يكون لها أيّ ثقل أو أثر في المستقبل، بل ستبقى في دائرة ضيقة لا تسمح لها بالتطوّر أبدًا، وهذا ما لا يجب أن يكون. العمل روحٌ وحياة؛ لأنّه يمنح الفرد الثقة بالنفس، ويجعل له قبولًا بين الناس، ويجعله شخصًا ناجحًا يُشار إليه بالبنان ولا يستطيع أحدٌ تجاوزه، وكلما اجتهد الإنسان أكثر واستخدم ذكاءه وعقله وتركيزه كلّما استطاع أن يكون في عملٍ يليق به، ويجعله قائدًا ومتحكمًا بالكثير من الأعمال ومسيطرًا عليها. يُسهم العمل في نمو دخل الفرد والمجتمع وزيادة الإنتاج المحلي، ويُساعد الدولة في أن تكون دولةً منتجةً بدلًا من أن تكون دولةً مستهلكةً، وهذا يترك أثره على اقتصاد الدولة ككل وعلى مستوى معيشة الفرد، ويظهر هذا جليًا في الكثير من الدول التي اعتمدت على نفسها في سوق العمل، ودربت مواطنيها على أن يكونوا قوى عاملة ذات مهارات عالية.

ان واحدة من نتائج الزيادة السكانية هو صعوبة الحصول على فرص عمل لأصحاب الشهادات والخبرات مما يؤدي الى حصول حالات من الإحباط والبطالة والهجرة الغير شرعية. ان هنالك العديد من العوامل التي تؤثر منها:

• عدم تناسب بين اعداد الخريجين لجميع الاختصاصات والحرف المدروسة بما يلائم حجم السوق الشاغر.

• تدريس الجامعات والمعاهد تخصصات غير مطلوبة في السوق فلا تتناسب مع احتياج السوق وأيضا لا تواكب التطور التكنولوجي الحاصل والمطلوب في سوق العمل.

• انتشار الفساد و المحسوبية مما يؤدي الى بطالة مقنعة و بالتالي تعيين شخص غير كفوء في أماكن مهمة.

وفي المقابل توفر فرص العمل يسرع من وتيرة النمو الاقتصادي مما يساعد على تحسين اقتصاد الدولة وزيادة من نصيب الافراد من الإنتاج المحلي الإجمالي، كما يعمل على زيادة من مستوى الرفاهية وتقليل مستويات الفقر والجوع وبالتالي توفير مجتمع متزن أكثر وأفضل استقرارا.

م.م.علي كامل وناس

قسم النبات والبيئة

Comments are disabled.