قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أفضلكم إيمانا أفضلكم معرفة) صدق رسول الله، ان المعرفة هي اصل كل شئ في هذه الحياة و يكسبب الانسان المعرفة عن طريق قراءة و تعلم من الكتب المتنوعة، و الكتاب هو المصدر الاول للمعرفة الذي يفتح للانسان عوالم و ابواب لا حصر لها، فان القراءة لها اثر كبير و مهم في تفكير الانسان و تغيير نظرته للاشياء حوله و كسبه القوة لمواجهة الحياة و تعامل معها من خلال وصول الى اجابات مناسبة للصعوبات التي يتعرض لها الانسان.

و افضل كتاب ممكن قراءته هو كتاب الله عز و جل بما فيه من معلومات و قصص و عبرالتي مر بها الانبياء و الرسول في مواجهة الحياة و المشاكل و كيف تم حلها و سن القوانين و الحِكم لكي يتعرف عليها الانسان و يتعبها في حياته اليومية و كذلك لمعرفة الامور الصحيحة منها و الخاطئة و الابتعاد عنها.

إلا انْ في السنوات الاخيرة نشاهد تدهور كبير في مستوى قراءة الكتب العلمية من قبل الشباب حصراً و الكبار بشكل عام، مع توفر الكتب في كل مكان و بأسعار مناسبة، و قد احتل العراق المرتبة 96 من أصل 102 مرتبة عالمية ضمن الدول التي تقرأ أكبر عدد من الكتب للعام الحالي 2024 وفقًا لاستطلاع أجرته المجلة الامريكية CEOWORLD.

إلا ان هنالك اسباب كثير أدت الى هذا التدهور و منها:

1- المناهج التعليمية و الطرق المتبعة في تدريس: نرى ان اكثر الطلاب يعانون من المناهج التعليمية بما فيها من تعقيدات و معلومات متشعبة، و كذلك كثرة الواجبات المعطى بغير خطة تدريسية محكمة التي تقع على كاهل الطالب مما يؤدي الى جعلهُ يكره التعلم و الدراسة، و هذه اول تجربة يمر بها الانسان  في قراءة الكتب  العلمية منها و الثقافية و الاسلامية لهذا نرى ان الطالب يبدا بالعزوف و الابتعاد عن القراءة عند انتهاء العام الدراسي.

2- الانشغال في الحياة العملية: بسبب قلة الوقت المتاح للقرأمن خلال انشغاله في توفير سبل الحياة  الكريمة لعائلته.

3- سهولة الوصول الى المعلومة: سابقا كان القارئ عندما يريد معرفة شئ او تعلم شئ ما فأنه يتجه الى الكتب و يبدأبمطالعتها الى ان يصل الى هدفه، اما الان مع توفر شبكة الانترنيت وسائل التواصل الاجتماعي و الكثير من المواقعيستطيع بكل سهولة حصول على معلومة دون الرجوع الى الكتب.

4- كثرة الاجهزة الاكترونية: مع توفر التلفاز و الالعاب الالكترونية و الهاتف الذكي اصبح يملىء الناس وقت فراغهم بها، و هذه الوسائل ابعدتهم عن المطالعة و قراءة الكتب المفيدة.

و لاجل حل مشكلة قلة قراءة الكتب، يجب أولاً أن يكون هنالك على الأقل في المنزل مكتبة صغيرة تحوي كتب متنوعة كي تشجع افراد الاسرة لا سيما الاطفال و الشباب على قراءة الكتب، و يجب أن يتم غرس حب المطالعة  في النشأة وترغيب الاطفال على القراءة، أيضا على الجهات التربوية كالمدارس والجامعات إقامة مسابقات في مجال القراءة و مسابقات العلمية و وضع مكافئات تشجيعية عليها.

فعلينا ان نعي بان العلم و المعرفة ينبع من القراءة و الاطلاع على مختلف العلوم و هي مفتاح الرقي الحضاري وسبب التقدم والتطور.

م.م.زينب غازي صادق

Comments are disabled.