فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

  ينتمي فيروس الكورونا الى عائلة الفيروسات التاجية Coronaviridae ، المعروفة بتأثيرها على الإنسان والحيوان تم اكتشاف أول فيروس من هذه العائلة في عام 1960م. وتمتاز المادة الوراثية لهذا الفيروس بأنها عبارة عن خيط مفرد موجب القطبية من نوع RNA Virsus ، وكورونا كلمة لاتينية تعني التاج Crown. ويتراوح طول قطر الفيروس بين 120-150 نانو ميتر، وحجم المادة الوراثية يتراوح بين 27-32 ألف قاعدة نيتروجينية عند العرض بالمجهر الالكتروني، وتتميز هذه العائلة الفيروسية أثناء تكاثرها بأنها عند وصول مادتها الوراثية إلى سايتوبلازم الخلية المصابة تعامل عمل mRNA.
وبصوره عامة تشمل ال Coronaviridae فصيلا كبيرا يشمل فيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد ومعظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب متلازمة العدوى التنفسية الحادة )سارس(،ويعد هذا الفيروس شائعا في جميع انحاء العالم.

 حديثا ظهرت سلالة جديدة من هذا الفيروس يسمى بفيروس البيتا كورونا (Beta Corona Virus)وهي انتشرت في العديد من الدول من بينها المملكة العربية السعودية .تنتج الاصابة به عن مرض تم تسميتة مؤخرا من قبل منظمة الصحة العالميه ب( متلازمة الجهاز التنفسي الشرق اوسطي- الفيروس التاجي MERS – CoV). وحسب اخر الاحصائيات لمنظمة الصحة العالمية لقد تم الإبلاغ عن التأكيد المختبري للحالات التالية من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في كل من الأردن ولبنان وهولندا والامارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الصعيد العالمي، فقد تم الإبلاغ رسمياً إلى منظمة الصحة العالمية عن 572 حالة مؤكدة مختبريا من العدوى بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، بما في ذلك 173 حالة وفاة. ويشمل المجموع العالمي كل من الحالات المبلغ عنها في هذا التحديث (وهي 18 حالة) ، بالإضافة إلى 58 حالة مؤكدة مختبرياً، وأبلغت رسمياً إلى منظمة الصحة العالمية من المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين 5 و 9 أيار/مايو. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع المملكة العربية السعودية للحصول على معلومات إضافية عن هذه الحالات، وسوف تقدم المزيد من التحديثات في أقرب وقت ممكن .

ان من اهم الاعراض المسجلة والمرافقة  للإصابة بفيروس البيتا كورونا هي التهابات رئوية حادة يرافقها حمى وسعال قصور في التنفس وقد يصيب الانسان او الحيوان ويسبب عادة مشاكل في الجهاز التنفسي العلوي.
كما ان مدة الحضانة الخاصة بالفيروس البيتا كورونا غير معروفة ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس )كورونا( تقارب الأسبوع وهي في الغالب لا تختلف عنها.
بنا ء على المعلومات المحدودة المتوافرة حتى الآن، لا توجد براهين تحدد طريقة انتقاله من شخص إلى آخر؛ ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس
)كورونا( الأخرى وتشمل طرق انتقال العدوى من أنواع )كورونا( الأخرى المعروفة ما يلي:

· الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء السعال أو العطس.
· الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس
الفم أو الأنف أو العين.
· المخالطة المباشرة للمصابين.
وفي اخر دراسة حديثة :تمكن فريق طبي مشترك من وزارة الصحة السعودية مع جامعة كولومبيا الأميركية ومختبرات “إيكو لاب” الصحية الأميركية من عزل فيروس “كورونا الشرق الأوسط” المسبب للالتهاب الرئوي الحاد من إحدى العينات من الخفافيش بالمملكة. وذكرت الدراسة أن فحص “البلمرة” الجزيئية الخاص بالفيروس قد تم أجراؤه على عينات جرى جمعها من 96 خفاشا حيا تمثل سبع فصائل مختلفة، وأيضا على 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها حالات مؤكدة للمرض في السعودية. وأضافت أن عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات أظهرت وجود تركيبة جينية مطابقة 100% لفيروس “كورونا الشرق الأوسط” . كما أظهرت الدراسة أيضا وجود فيروسات متعددة أخرى من فصيلة كورونا في 28% من العينات التي تم فحصها .
أهم نصائح منظمة الصحة العالمية:
استناداً إلى الوضع الحالي والمعلومات المتاحة، تشجع المنظمة جميع الدول الأعضاء على مواصلة ترصدها للأمراض التنفسية الحادة الوخيمة وتوخي الدقة في استعراض أي أنماط غير عادية.
وتكتسي تدابير الوقاية من حالات العدوى ومكافحتها أهمية حاسمة للوقاية من احتمال انتشار فيروس كورونا في مرافق الرعاية الصحية. وينبغي لمرافق الرعاية الصحية التي تقدم الرعاية إلى المرضى الذين يشتبه في عدواهم بفيروس كورونا أو تؤكد عدواهم به أن تتخذ التدابير الملائمة لتقليل خطر انتقال الفيروس من المرضى المصابين بالعدوى إلى مرضى آخرين وإلى العاملين في مجال الرعاية الصحية والزائرين. وينبغي تثقيف العاملين في مجال الرعاية الصحية وتدريبهم وتجديد معلوماتهم لاكتساب المهارات في مجال الوقاية من حالات العدوى ومكافحتها.
ولا يمكن دوماً التعرف على المرضى المصابين بفيروس كورونا في وقت مبكر لأن بعضهم يظهر أعراضاً خفيفة أو غير عادية. ولهذا السبب، من المهم أن يتخذ العاملون في مجال الرعاية الصحية تدابير احتياطية معيارية بصورة متسقة إزاء جميع المرضى بصرف النظر عن التشخيص الصادر بشأنهم في إطار كل ممارسات العمل وباستمرار.
وينبغي اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من القطيرات إضافة إلى التدابير الاحتياطية المعيارية عند تقديم الرعاية إلى جميع المرضى الذين يظهرون أعراض الإصابة بمرض تنفسي حاد. وينبغي علاوة على ذلك اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من الاحتكاك وحماية العين عند تقديم الرعاية إلى أشخاص تحتمل عدواهم بفيروس كورونا أو تؤكد عدواهم به وتدابير احتياطية للوقاية من العدوى المنقولة بالهواء لدى اعتماد إجراءات مولدة للرذاذ.
وينبغي تدبير المرضى باعتبارهم مصابين محتملين بالعدوى عندما تشير الدلائل السريرية والوبائية إشارة واضحة إلى جود العدوى بفيروس كورونا حتى لو كشف اختبار أولي معتمد على مسحة بلعوميه أنفية عن نتيجة سلبية. وينبغي تكرار الاختبارات عندما تكون نتيجة الاختبار الأولي سلبية بتفضيل أخذ العينات من المسالك التنفسية السفلية.
وننصح مقدمي خدمات الرعاية الصحية بتوخي الحذر. وينبغي إخضاع المسافرين العائدين حديثاً من الشرق الأوسط الذين تظهر عليهم آثار الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة الوخيمة لفحص فيروس كورونا عملاً بتوصيات الترصد الحالية.
ونذكَّر جميع الدول الأعضاء بتقييم أي حالة جديدة للعدوى بفيروس كورونا وإخطار المنظمة بها على وجه السرعة إضافة إلى توفير المعلومات عن حالات التعرض المحتملة المؤدية إلى العدوى ووصف للمسار السريري. وينبغي بدء تقصي مصدر التعرض بسرعة لتحديد نمط التعرض للإصابة قصد الوقاية من مواصلة انتقال الفيروس.
وينبغي للأشخاص الشديدي التعرض لخطر الإصابة بمرض وخيم بسبب فيروس كورونا أن يتفادوا الاحتكاك عن كثب بالحيوانات عند زيارة المزارع أو الحظائر التي تفيد المعلومات باحتمال سريان الفيروس فيها. أما بالنسبة إلى عامة الجمهور، فينبغي لدى زيارة مزرعة أو حظيرة ما التقيد بتدابير النظافة العامة كالحرص على غسل اليدين بانتظام قبل لمس الحيوانات وبعد لمسها وتجنب الاحتكاك بالحيوانات المريضة وإتباع ممارسات النظافة الغذائية.

م.م هاني صابر الحمداني

Comments are disabled.